|

وجوه عليها رهقه   

الكاتب : الحدث 2021-11-03 01:53:49

 

بقلم - حنان محمد الثويني 

قبل أيام دُعيت إلى إحدى الحفلات 

ولا بد وأنكم تعرفون كيف سيكون مكان 
في قلبهِ تُقام حفله ..!

مكانٌ فسيح وأرضيةٌ لامعه ، أضواء مُعلقه 
وثُريات ضخمه،ومقاعِدٌ مصفوفةٌ مُرتبه 
وأقمشةٌ مُنسدِلةٌ مُتدلّه، ملونةٌ مُنقّشه 
ومناضِد مُذهّبه،وأكواب مملؤةٌ بالعصائر المُشكله، وقهوةٌ تعبق،وأريج ينتشر وبرد كالِح ..!
موسيقى تصدح، وفرحٌ وسرور،وحبورٌ يعبُرُ ويتمدد..

أما الحاضرات :
أُمهاتٍ وصديقات وفتيات،وقِلةٌ من الأطفال..
يرتدين أفضل مالديهن فساتين ومساحيق وحُليّ،وكعب عالٍ وحقائب مُتسِقه وتسريحات رائعه ورموش وأظفار 

الحقيقه : تُعجبني المرأة التي مهما كبُرت 
تعتني بنفسها وشكلها وأناقتها ورشاقتها أكثر..

لكن ليست هذه الفكره التي أود التحدث عنها 

فملامح الأمهات الحاضرات لاتبدو على مايُرام .. ملامح الفرح والسعاده ملامح مصطنعه ..!
يتحدثن ويضحكن لكن القلق بادٍ أكثر على نظراتهن وإيماءاتهن وكأن ثمة خوف يتنامى في أعماقهن ..

إن أصواتهن تعلو بالهموم والشكوى حتى طرقت مسمعي :
تقول إحداهن:
- لدي عدد من الأولاد أمِلت أن بكبروا ويعملوا ويعتمدوا على أنفسهم لكنهم أصبحوا عالةً عليّ أنا و والدهم  فكلما وجدوا عملاً نافسهم آخرون وحاكوا لهم المكائد والأكاذيب حتى يُطردوا..                                                        وتقول أخرى..
- كذلك أنا كُنت أتمنى أن يعملوا ويدّخروا للمستقبل لأرى أبناءهم         وأحفادهم، لكن يبدو أن ظروفهم العصيبه أقوى من كل شيء ..                فالتفتت إلي إحداهن تتكلم إلي بغمغمه : 
- وأنا أطهو أنواع الطعام وإبني يعمل لدي (عامل توصيل)هو يستفيد وأنا أستفيد.. وهذا (كرتي) إذا أردت شيئاً من الطعام فهاتفيني..!!                        إن إبني هذا مُتعلم ومُثقف ونال شهادات عاليه لكنه لم يوفق في عملٍ يُناسب مؤهلاته ..                                     
وأدرتُ بصري في وجوه الأمهات إنها
وجوه حزينه نال منها الكد والعناء وسهر الليل حتى ذوت ومالت الأحلام نحو المغيب ..
ياللعذاب أن يكدح الإنسان ويبذُل جُهده 
ثم يتهاوى كل شيء أمامه ويمسي نصيبه من الدنيا الخسارة والحُطام ...!